انطلاقا من الشلف: الأمين الوطني الأول للأفافاس يدعو إلى كسر الجمود السياسي و اليقظة

انطلاقا من الشلف: الأمين الوطني الأول للأفافاس يدعو إلى كسر الجمود السياسي و اليقظة

نظّمت جبهة القوى الاشتراكية صبيحة هذا اليوم، ندوة سياسية بولاية الشلف، شهدت حضورًا واسعًا لمناضلي الحزب و المواطنين، و هذا في إطار سلسلة اللقاءات السياسية التقييمية التي يهدف بها الأفافاس إحداث حركية سياسية في المشهد الوطني و تجديد الالتزام بالمبادئ الديمقراطية و كذا تسليط الضوء على التحديات الكبرى التي تواجهها بلادنا و مناقشتها. و اغتنم السكرتير الأول للحزب، يوسف أوشيش، المناسبة لإلقاء كلمة سياسية تضمنت رسائل واضحة و مباشرة في ما يخص حتمية كسر حالة الجمود السياسي و إطلاق ديناميكية وطنية جديدة ترتكز على الحوار و الانفتاح.

و أكد الرفيق أوشيش أن الجزائر تمر بمرحلة دقيقة و مفصلية تستوجب مقاربة عقلانية تتجاوز التسيير الأحادي و تستند إلى التماسك الوطني و احترام التعددية. و اعتبر أن الاستمرار في غلق الفضاءات السياسية و إخراس الأصوات المغايرة يعمّق الأزمات بدل معالجتها، مشددًا على ضرورة إنهاء حالة الانغلاق و العمل على صياغة مشروع وطني جامع و إشراك كل القوى الحية للوطن فيه دون إقصاء.

و هنا رافع المتحدث من أجل بلورة رؤية وطنية شاملة للإصلاحات السياسية بما يعزز ركائز دولة القانون و يضمن التداول الديمقراطي على السلطة.

و في سياق متصل ندد منشط الندوة بخطابات التفرقة و الكراهية » ، مؤكدًا أن الهوية و الثوابت الوطنية لا يجب أن تكون محل جدل و تشكيك ، بل عاملا للوحدة لا يقبل المساومة.

و عبر تحليله للرهانات الإقليمية، أشار السكرتير الأول إلى أن الجزائر تواجه تحديات أمنية خطيرة على حدودها الجنوبية، من ليبيا وصولا إلى مالي و النيجر، و هذا بالتزامن مع محاولات فرض التطبيع على بلادنا من بعض المناولين الإقليميين و القوى النيوكولونيالية و في هذا الصدد دعا إلى اليقظة و تبني مقاربة استباقية و تشكيل وعي سيادي عميق لتحصين الجبهة الوطنية و مواجهة السيناريوهات المعقدة المحتملة بنجاعة و مسؤولية.

و خلال استعراضه الوضعية التنظيمية للحزب أكد الرفيق يوسف أوشيش تواجد الحزب عبر 54 فدرالية معتبرا أن هذا بمثابة مؤشر على إصرار الأفافاس على لعب دور مفصلي في الساحة السياسية و الوطنية و هذا بالموازاة مع إطلاق حملة وطنية للانخراط و تجديد الانخراط، مشددا على وجوب استغلال هذه الديناميكية لتدارك كل النقائص. و دعا في ذات الوقت إلى تحيين الخطاب و الممارسة السياسية و آليات التنظيم و ما يتماشى مع التطورات الحالية، مبرزاً أن المرحلة الحالية لا تحتمل الجمود.

و في معرض حديثه عن فيدرالية الشلف، نوّه أوشيش بالدور الفعال الذي يلعبه إطارات هذه الفيدرالية، و الذي يترجم رؤية الحزب محليا، مشددًا على أن « المبادرات من القاعدة » هي السبيل إلى تحقيق جزائر ديمقراطية و قوية.

في تفاعله مع أسئلة الحضور، شدد أوشيش على جملة من الأولويات الوطنية على غرار الانفتاح السياسي و الإعلامي و صون الحريات و النظر في كل الملفات و المطالبات الإجتماعية العالقة و معالجتها ناهيك عن تنويع الاقتصاد للتحرر من الريع البترولي، معتبرًا ذلك « رهانًا استراتيجيًا » لبناء اقتصاد قوي. كما دعا إلى إعادة تأهيل الثروات الوطنية، خاصة في قطاعات الزراعة و الفلاحة، إلى جانب ترقية دور المواطن ليكون المحرك الأساسي لخلق الثروة.

و ختم الرفيق أوشيش الندوة بالتأكيد على أهمية المشاركة السياسية، معتبرًا إياها ضرورة وطنية لمنع تهميش المواطنين و كذا المناطق و لدورها في تجديد الحياة الديمقراطية. و أكد أن النجاح لا يُقاس بالنتائج فقط، بل بقيمة الرسالة السياسية التي تحملها المشاركة، داعيًا إلى إعادة الاعتبار للفعل السياسي، و الانخراط في حوار وطني جاد و مسؤول، يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

Publications similaires