مرشح جبهة القوى الاشتراكية لرئاسيات 07 سبتمبر 2024 يوسف أوشيش

البيان الافتتاحي للندوة الصحفية لـ 9 سبتمبر 2024

الجزائر في 09 سبتمبر 2024

البيان الافتتاحي للندوة الصحفية لـ 9 سبتمبر 2024

اليوم، أقف أمامكم بشعور أنني قمت بواجبي تجاه الوطن وتجاه الشعب، وفي نفس الوقت، بقلق كبير بسبب غياب الشفافية و الغموض الذي اكتنف عملية جمع و إعلان النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية. كما أشرنا إليه في البيان المشترك لمديريات الحملة للمترشحين الثلاث الذي تم نشره سهرة البارحة.

هذا الأمر يضع البلاد في وضعية غير مريحة إطلاقا بل و خطيرة . فاللحظة حساسة، و يتوجب على كل واحد منا نحن الوطنيون المخلصون تحمل مسؤولياتنا و الارتقاء إلى مستوى الجزائر و مستقبلها و تطلعات شعبها.

أولا، أود أن أعبر عن امتناني وتقديري للجزائريات والجزائريين الذين وضعوا ثقتهم في شخصي، و منحوني أصواتهم، و لكل من رافقونا خلال الحملة الانتخابية.

دعمكم يلزمني ويجبرني على مواصلة النضال بأكبر قدر من العزيمة من أجل جزائر عادلة وحرة ومزدهرة؛ وعلى الاستمرار في الدفاع عن قيم الجزائر الديمقراطية والاجتماعية التي نتشاركها، والتي حملناها بكل كرامة خلال هذا الاستحقاق الانتخابي.

الالتزامات التي قطعناها على أنفسنا في هذه المناسبة هي جزء من رؤانا المستقبلية و التي تعزز استراتيجيتنا لبناء حزب يطمح للوصول إلى السلطة. و لن تكون المناورات الدنيئة لبعض المتآمرين المتأتية من كل الاتجاهات سببًا في إبعادنا عن هذا الهدف.

حتى و إن لم نكن متفائلين بشكل كبير في ما تعلق بظروف تنظيم انتخابات حرة وشفافة، فإن إعلان أرقام مزيفة لا تتطابق حتى مع المحاضر التي قدمتها مراكز الاقتراع لممثلي المرشحين ومع الأصوات المدلى بها في الواقع، يعد بمثابة إلتفاف على الإرادة الشعبية. و ينطبق الأمر أيضًا على تضخيم النتائج في عدة مكاتب اقتراع بطريقة لا يتقبلها العقل. كما أظهرت الإدارة المحلية انحيازا فاضحا بينما يمنع القانون ممثلي الإدارة بشكل صارم من التدخل في تنظيم الانتخابات.

السلطة الوطنية للانتخابات، التي يُفترض أن تضمن شفافية مجموع العملية الانتخابية ، تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الانحرافات الخطيرة التي تقوض الانتخابات، وتذكرنا بأسوأ الممارسات التي تشوه صورة الجزائر.

نعلم الرأي العام بأننا نحتفظ بكامل حقوقنا في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية للحفاظ على اختيار و إرادة الناخبين و نطالب بإلحاح فتح تحقيق معمق لتحديد المسؤوليات .

و يجب اتخاذ كل الإجراءات و التدابير التي من شأنها وضع حد نهائي لهذه التصرفات ما يضمن منع تكرارها في الاستحقاقات القادمة و هذا من شأنه منح مصداقية أكثر للعملية الانتخابية و إقناع المواطنين للانخراط أكثر في المسارات الانتخابية.

رغم كل الصعوبات، عملنا خلال الحملة الانتخابية لإقناع الأغلبية الصامتة والممتنعة عن التصويت بالتعبير عن نفسها وإسماع صوتها. كان من الممكن، بلا شك، أن يؤثر ارتفاع المشاركة الانتخابية على النتيجة النهائية للاقتراع. لسوء الحظ، فإن المناخ العام التي جرت فيها هذه الانتخابات لم يشجع على مشاركة قوية.

فبالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والسياسية غير المواتية للمشاركة السياسية القوية للشعب الجزائري، عملت بعض الجهات من المعارضة وكذلك من السلطة طوال العملية الانتخابية على تثبيط عزيمة مواطنينا لصرفها عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع و ذلك بسيل من الخطابات العدمية والشعبوية، ناهيك عن تفاهات البعض.

في هذا المناخ ، تميزنا بخطابنا الجاد والمسؤول، وببرنامجنا الطموح والواقعي، وحملة راقية ألهمت خصومنا قبل أصدقائنا.

في هذا السياق، من المهم التذكير بأننا حققنا العديد من أهدافنا الاستراتيجية التي تمحورت حول الدفاع عن المصالح العليا للأمة، والحفاظ على مساحات الحرية والنقاش الديمقراطي. وقبل كل شيء، قدمنا مشروع مجتمع بديل يهدف إلى تحقيق تغيير حقيقي في البلاد.

لقد نجحنا، من جهة أخرى، في إعادة وضع جبهة القوى الاشتراكية في قلب المشهد السياسي الوطني. وهذا ما أتاح لنا تأكيد تمركزنا الوطني من خلال توسيع قاعدتنا النضالية والاجتماعية في الولايات الـ 58 من بلادنا وكذلك لدى الجالية الوطنية المقيمة في الخارج.

كانت هذه الانتخابات فرصة ثمينة للاحتكاك مباشرة مع شعبنا، بكل تنوعه السياسي والاجتماعي والجغرافي والثقافي. ومن خلال تنقلاتنا واجتماعاتنا، أتيحت لنا الفرصة لشرح رؤيتنا لمستقبل الجزائر والاستماع بعناية إلى هواجس مواطنينا، وخاصة تلك التي تخص شبابنا الذين تشاركوا معنا معاناتهم الاجتماعية، وتطلعاتهم السياسية، وطموحاتهم في مجالات مهمة مثل الاقتصاد، والتعليم، والصحة، والثقافة.

العديد من المواطنين والمواطنات عبروا لنا عن دعمهم، مُعرِبين عن آراء إيجابية بشأن الأولويات التي حددناها. من بينها إرساء انفتاح سياسي ونقابي وجمعياتي وإعلامي حقيقي، وكذلك تغيير جذري للنظام القضائي لكي يتمكن بلدنا من الحصول أخيرًا على عدالة مستقلة حقًا، قادرة على رفع تحدي إقامة دولة القانون و الديمقراطية. و نسعى بالخصوص لتحسين الظروف المعيشية لمواطنينا و إلى الانتعاش الاقتصادي لبلدنا.

خلال هذه الأسابيع الثلاثة من الحملة، حرصنا على احترام التزامنا بإظهار وجه مغاير للسياسة في الجزائر. سعينا إلى عمل سياسي أكثر إنسانية و إخلاصًا و احترامًا؛ كان أيضا شعبيا ولكنه جاد، بعيدًا عن لغة الخشب، والشتائم، والشعبوية، والرداءة.

و رغم الوقت القصير والموارد المالية المحدودة المتاحة لنا، تمكنا من فرض إيقاع و خطاب غيروا طريقة إدارة الحملات الانتخابية في الجزائر. من حيث الإتصال، و الاستراتيجية، والبرنامج الانتخابي، لقد نقلنا النقاش السياسي من مجرد ثنائية المشاركة/المقاطعة إلى مستوى مبارزة المشاريع الرئاسية. بل و نجحنا في إثارة النقاش حول مصادر تمويل البرامج الانتخابية، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ بلدنا منذ الاستقلال. و قد سمح هذا التطور بإثراء النقاش العام وإظهار قدرتنا على تقديم حلول ملموسة و واقعية للنهوض بأمتنا.

وباختصار، نعتقد أننا نجحنا في إقناع الآلاف من مواطنينا بجدارتنا، وخاصة الشباب الذين خاطبناهم ، مع العلم أن معدل العمر في بلادنا هو 29 عامًا. نعتقد أننا جعلنا إطارات حزبنا و مناضلينا فخورين بمشروع « الرؤية » و باستراتيجيتنا لشرحه لأكبر عدد ممكن من الجزائريات والجزائريين من خلال تجمعاتنا الشعبية و خرجاتنا الجوارية.

أشكركم على كرم اصغائكم، وأنا تحت تصرفكم للإجابة على جميع أسئلتكم.

شكرًا.

مرشح جبهة القوى الاشتراكية لرئاسيات 07 سبتمبر 2024
يوسف أوشيش

Publications similaires