رسالة مُرشّح الأفافاس ، الرفيق يوسف أوشيش، لكافة الجزائريات و الجزائريين، عقب انتخابه مرشحاً للحزب للاستحقاق الرئاسي المقبل
رسالة مُرشّح الأفافاس ، الرفيق يوسف أوشيش، لكافة الجزائريات و الجزائريين، عقب انتخابه مرشحاً للحزب للاستحقاق الرئاسي المقبل.
أصدقائي ، رفاقي الأعزاء؛
قبل أن أستهل مداخلتي هذه، أود أن أعبر لكم عن خالص امتناني و جزيل شكري لحضوركم اليوم معنا و للثقة التي وضعتموها في شخصي لحمل أفكار و مشروع جبهة القوى الاشتراكية (FFS) جنبا إلى جنب خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
و إذ أتشرف بهذا التكليف الثقيل، فعليكم أن تثقوا تمام الثقة بأني سأضطلع به بكل تواضع و بكل مسؤولية.
يُظهر حضوركم القوي اليوم معنا مدى النضج السياسي الكبير الذي يتمتع به مناضلو الأفافاس و يعبر بصدق عن توافق تام و تناغم كامل بين قيادة الحزب وقاعدته النضالية، كما يؤكد وجود رغبة متنامية تتجه نحو المساهمة الفعالة لتغيير الأمور نحو الأفضل سواء في البلاد أولدى الحزب.
هذا ما يعزز ثقتنا في خيارتنا و يسمح لنا بخوض مختلف محطات هذه الانتخابات معا بكل إرادة و تصميم و في إطار وحدة الصف.
ثم بودي أيضا أن أتوجه عبركم إلى كافة مواطنينا لأُبين لهم مدى حساسية الظرف الذي نمر به اليوم كبلد و أمة و مجموعة وطنية ما يضعنا أمام مسؤولياتنا ، خياراتنا الأكثر قربا و التي يتوجب حملها ثم توخي نتائجها الأكثر بعدا.
إن قرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة لم يكن سهلًا على الإطلاق و لقد تم اتخاذه بعد نقاش طويل وتحليل موضوعي و واقعي للوضع. و مثلكم جميعًا، كانت لدي مخاوف أعربت عنها، لكنها سرعان ما تلاشت أمام الأهداف النبيلة المسطرة لمشاركتنا خلال هذا الموعد.
و إذ كان قرار مشاركتنا خيارا سياسيا واستراتيجيا تمليه ضرورات و متطلبات تتعلق بالبلد، وحدته وتماسكه، فإنه كذلك ينطلق و بقناعة راسخة منا نحو استعادة الفضاءات الديمقراطية والتطلع القوي إلى إعادة الحزب إلى طليعة المشهد السياسي الوطني.
يجب أن نضع مشاركتنا و حملتنا الانتخابية في سياق و مسار سياسي إستراتيجي شامل يهدف إلى إعادة بناء القاعدة الشعبية للحزب و توسيعها و نسرع تفتحه على المجتمع و تعزيز قدراته التنظيمية داخليا ما يمكننا من خلق أطر و قنوات للحوار قوية داخل المجتمع.
هذا المسار سيجعل من الحزب قوة سياسية ذات وزن من أجل التعبئة و التأثير في المسارات، المحطات و القرارت السياسية للبلاد في المستقبل القريب.
مثلكم جميعًا، أدرك جيدا حجم الصعوبات و أشعر بها و إني ألمس معكم مظاهر الارتباك في تسيير الشأن العام التي لا تخفى على أحد ، فلا أحد يجهل حقيقة الوضع و تعقيدات المرحلة و لا ينبغي لأحد أن ينكرها، و على الرغم من هذا فالرغبة في العمل بجد و دون كلل أو ملل كي يستعيد بلدنا دوره الحضاري، ولكي يكون له غاية سامية، موجودة لدينا و تبقى رغبة قوية تغذيها المقومات التي تملكها البلاد و العمق التاريخي و الحضاري الألفي الذي تحوزه.
ينبغي و يتوجب علينا أن نتشارك هذه الرغبة مع كافة مواطنينا، فهي تستمد جذورها من أغلى ما نملك: قيمنا الوطنية و الديمقراطية التي نتناقلها جيلًا بعد جيل.
يتوجب علينا أن نتقوى و أن نصمد بالعودة المستمرة إلى قناعاتنا التي لم تتبدل يوما، تلك المتعلقة بالوطنية، الحرية و الديمقراطية، و تلك التي يحملها اليسار التقدمي.
هذا يغذي و يوجه على الدوام تطلعنا للتغيير و يمكن أن يصنع من ثنايا الإخفاقات المتعددة و المتلاحقة المفروضة على البلاد، أملًا و فرصة لإبراز بديل موثوق يتمثل في قطب وطني، ديمقراطي و تقدمي قوي.
لدي قناعة راسخة بأن مواجهة التحديات المتعددة التي تواجه بلدنا، الإقليم الذي ننتمي إليه و كذلك العالم، تتطلب عملًا متناسقا و منسقا و خطابا صريحا يعيد بناء الثقة المفقودة، يصحح مسار البلاد المنتهج و يجمع طاقاته حيثما كانت حول مشروع جامع للتغيير، للحفاظ على الدولة الوطنية و احترام الحريات، التنوع و التعددية.
نقدر جيدا و بدقة حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا و عظمة المهمة التي كلفتمونا بها اليوم.
لقد طالب الشعب الجزائري خلال انتفاضة 22 فبراير 2019 بكل سلمية و حضارية بالحرية، بالكرامة و العدالة و لم ترقى إلى اليوم الاستجابة المؤسساتية إلى تطلعاته و لم تعكس حجم الزخم الذي عشناه تلك الأيام.
إن الانتظام الحر للمجتمع و التعبئة الشعبية السلمية تجاه مشروع وطني جامع يبقى ضرورة حيوية للبلاد و صمام أمان له.
إن الانسحاب اليوم يعني التخلي عن النضال.
إن الانسحاب، الخوف و الانكسار لا يمتان بصلة للأفافاس ، لا يمتان بصلة للجزائر و لا للجزائريات و الجزائريين الذين لا تسري في دمائهم إلا قيم التحدي ، الإقدام و الانتصار.
إن النهوض ببلادنا و تحصينها و تطويرها تعد طموحات و تطلعات كبيرة و مشروعة لن تتحقق إلا من خلال تغيير حقيقي مرادف لــ: مؤسسات شرعية و ديمقراطية، فصل فعلي للسلطات، برلمان معزز ومحترم، قضاء و إعلام مستقلان، منظمات وسيطة معنية و بعملية التغيير و تشارك فيه، لامركزية فعلية و تنمية اقتصادية متناغمة بإعادة تأهيل قيمة العمل وحرية المبادرة.
يجب أن نؤمن بقدراتنا، يجب أن نؤمن بالعبقرية الجزائرية، يجب ببساطة أن نجرؤ على التغيير و نُقدم عليه حتى النهاية.
الإقدام و التجرؤ على التغيير، تعني طي صفحة الإخفاقات و مسلسل الترقيع اللامتناهي.
الإقدام و التجرؤ على التغيير، تعني رفض الانسداد و سياسة فرض الأمر الواقع.
الإقدام و التجرؤ على التغيير، تقتضي نهضة سياسية، اقتصادية، اجتماعية وثقافية نطالب بها.
الإقدام و التجرؤ على التغيير، تستدعي إعادة بناء سياسية و مؤسساتية للبلاد سنقترحها على الجزائريات والجزائريين ترتكز على مبادئ الحق، المشاركة المواطناتية و السيادة .
الإقدام و التجرؤ على التغيير، تعني خلق الظروف لتجسيده.
التغيير فكرة سنعمل على رفعها عالياً وبقوة في الانتخابات المقبلة.
سنعبر خلالها عن هذه القناعة، ونعطها معناَ سياسيًا وامتدادا في الواقع.
الإقدام و التجرؤ على التغيير بالنسبة لحزب جبهة القوى الاشتراكية، هي التجرؤ على حمل الديمقراطية و أفكارها حتى النهاية.
الإقدام و التجرؤ على التغيير تعني المشاركة في تجسيده بكل الوسائل السلمية الممكنة.
إن تحقيق هذا الهدف يتطلب قناعة، إرادة صلبة و عملا دؤوبا في ظل التمسك بقيمنا والوفاء لمبادئنا التأسيسية.
سنجعل من هذه الانتخابات فرصة لنظهر تميزنا، و لإبراز الفرق بيننا و بين الآخرين، بحمل رسالة أمل وإضفاء طاقة إيجابية، و هذا لا يمكن أن يحصل إلا إذا تصرفنا على طبيعتنا و عبرنا حقا عن أنفسنا، بمشروعنا، أفكارنا و مقترحاتنا مع تكيييف استراتيجياتنا و طرق عملنا مع التحولات العميقة التي نمر بها دون التخلي عن هويتنا وقيمنا.
سنكون صوت لمن لا صوت لهم. سنواصل الدفاع عن المضطهدين، و سنستمر في الوقوف إلى جانب المهمشين. سنواجه كما فعلنا دوما كل أشكال الحقرة و المظالم و سنواصل في رفع أصوات كل المظلومين و الدفاع عن كل القضايا العادلة.
هكذا فقط يمكننا أن نثير اهتمام مواطنينا و هكذا فقط يمكننا أن نثبت أحقيتنا بثقتهم و بأن نشكل لهم أملا.
سنحمل خلال هذه المحطة مشروعًا رئاسيًا يستند إلى رؤية واضحة، متماسكة و تشاركية تجمع بين الأولويات الانية والتطلعات المستقبلية مع مراعاة واقعنا وقدراتنا المختلفة على كافة الأصعدة.
على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، سنسعى إلى التوفيق بين النجاعة الاقتصادية والعدالة الاجتماعي كما سوف يكون اهتمامنا منصبا نحو بناء صلب خلاق للثروة و مناصب الشغل الحقيقية، اقتصاد متحرر من منطق الريع القاتل و من اقتصاد « البازار » الذي استنزف قدراتنا و طاقاتنا الوطنية. اقتصاد متكافئ بين كافة مناطق الوطن و عادل و مشجع للمبادرة أين سوف يكون للدولة لعب دور الضبط.
سوف نعطي أهمية قصوى لبناء منظومة اجتماعية ناجعة تتجه أساسا نحو تحسيين الاطار المعيشي للمواطنين و يحقق الرفاه.
بالتأكيد لن يصنع طائر سنونو لوحده فصل الربيع ، لكن أناشيد الأمل التي سنطلقها سيتردد صداها في كل مكان لتحطم خطابات الأمر الواقع و نداءات الانسحاب.
فهل هناك مصير مقدر لشعب أسوأ من الانسحاب والرضوخ؟
و هل هناك أخطر على البلاد من شعب منسحب ؟
أيها المواطنون الأعزاء،
لنجرؤ على التغيير! و دعونا نبنيه معًا! مع كافة الجزائريات و الجزائريين بالانخراط في مشروع جبهة القوى الاشتراكية ، مشروع من أجل الحوار، من أجل إعادة الثقة و نشر الأمل، من أجل إعادة بناء الإجماع الوطني و استكمال المشروع التاريخي للحركة الوطنية و أحد محطات هذا المشروع حتما سيكون بالمشاركة الفاعلة في إنجاح أهداف مشاركتنا الانتخابية شكلا و مضمونا.
لنجرؤ على التغيير! و دعونا نبنيه معًا !
Osons le changement ! construisons le ensemble !
Let’s dare to change ! let’s build it together !
شكرا على كرم إصغائكم.
تحيا الجزائر حرة ديمقراطية و سيدة
يحيا الأفافاس .
السيد يوسف أوشيش
مرشح جبهة القوى الاشتراكية لرئاسيات 07 سبتمبر 2024